حكمة الاسبوع
سئل رسول الله(صلعم)
: مالعصبية ؟
قال:"أن تعين قومك على الظلم"

حدث ثقافي
توقيع كتاب عن الشيخ الشهيد راغب حرب بمناسبة الذكرى السادسة والثلاثون لمؤلفه الدكتور نسيب حطيط . يوم الثلاثاء تاريخ 18 شباط 2020 الساعة الرابعة بعد الظهر .. قاعة المؤتمرات في مطعم فانتزي ورلد طريق المطار الجديد

البحث



عدد الزوّار الإجمالي


1587331 زائر

الارشيف


المعرض


التصويت

هل انت مع العقوبات الخليجية على لبنان؟

نعم

لا
19/3/2010

المصدر: الثبات - العدد 106
عدد القرّاءالاجمالي : 3477


في 14 آذار 2005 حمل البعض قميص الرئيس رفيق الحريري لينقضّ على ما بناه من علاقات مع المقاومة ومع سوريا، وبعضهم لم يفتح له الرئيس الراحل أبواب قصره في حياته، واستبيح لبنان أمام المشروع الأميركي والرياح الغربية القادمة، وكانت أولى العواصف عاصفة حرب تموز 2006، لاقتلاع المقاومة اللبنانية، بعدما ظن البعض أن انسحاب الجيش السوري يسهل انهيار سور الحماية للقوى الوطنية في لبنان، والتي صارت بين فكي كماشة العدو الإسرائيلي في الجنوب والإدارة الأميركية وأجهزتها وحلفائها في الداخل، ولا بد من إدخال المقاومة في (الهمبرغر السياسي) الأميركي المقبل، عبر استيلاد الشرق الأوسط الجديد، وقابلته القانونية غونداليزا رايس، وعرابه جاك شيراك!

لكن الوقائع كانت مغايرة للمشاريع والرغبات الأميركية وحلفائها، فلم تستطع إسرائيل هزيمة المقاومة في لبنان، ولم تسطع هزيمة المقاومة في غزة، ولم تستطع أميركا إسقاط النظام في سوريا، رغم محاصرته، ولم تستطع أميركا وأوروبا وإسرائيل إسقاط الثورة الإسلامية في إيران، رغم الحصار والتهديد والثورات الخضراء التي شارفت أوراقها على السقوط مع رديفها عبد الملك ريفي في بلوشستان.

واستطاعت قوى المقاومة والممانعة أن تصمد في مواجهة المشروع الأميركي، وتعيد رص صفوفها وتنمية قدراتها العسكرية، لحماية مبادئها وثوابتها السياسية، وعدم التنازل عن الحقوق، حيث عالجت الثغرات الأساسية التي تمثل نقطة الضعف، وهي المواجهة المنفردة، وعملت على توحيد الجبهات المحتملة للمواجهة، عبر قمة المقاومة في دمشق، بالإضافة إلى جهوزيتها الميدانية، في ظل ترنح المشروع الأميركي في العراق وأفغانستان، وعدم اليقين الإسرائيلي بإمكانية الانتصار في أي حرب مقبلة.

وبعد المصالحة السعودية - السورية، التي فتحت نوافذ في الحركة السياسية اللبنانية سهلت ولادة حكومة الوحدة الوطنية، خلاف الرغبة الأميركية والإسرائيلية، تابعت هذه الثنائية السعودية السورية حركتها باتجاه اليمن، فحققت وقفاً لإطلاق النار بين الحوثيين والسلطة اليمنية، وكل ذلك بعلم وموافقة الحليف الإيراني، الذي يتبع استراتيجية واحدة مع السوريين، بإغلاق ساحات الفتنة العربية والإسلامية ما أمكنه ذلك، للتفرغ لمواجهة الأخطبوط الأميركي - الإسرائيلي.

وقد صدعت المصالحة السورية - السعودية جبهة 14 آذار السياسية، بحيث أخرجت الراعي الأساس من المواجهة المتمثل بتيار المستقبل، وأخرجت عمود الخيمة الآذارية المتمثل بالنائب وليد جنبلاط، وتركت القيادة لسمير جعجع يغرد خارج سرب المصالحات السياسية في لبنان، ما يدفعه لإثارة الضجيج للفت الانتباه إليه ومحاورته..

وبعدما فقدت 14 آذار الشعارات الرنانة، والقضية التي حملت قميصها، وهي اغتيال الرئيس الحريري، وبعد تشكيل المحكمة الدولية ومصالحة الحريري مع سوريا، خسرت 14 آذار رأس الحربة الإعلامي والميداني، وانحسرت قيادتها العلنية في رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع، مع ما يعني ذلك من اتهام لـ14 آذار ولموقفها السياسي ومقاربته للشبهة، حيث أنه مجرد أن يكون جعجع قائدا لـ14 آذار في ذكراها الخامسة، فإن ذلك يبعث الطمأنينة للنتائج، لأن الفشل يمثل الأيقونة الدائمة لجعجع، لكنه يبعث الخوف على المرحلة المقبلة، لما يحمل تاريخه الدموي من مجازر وحروب، بدءاً من زغرتا إلى الشهيد رشيد كرامي إلى شرق صيدا إلى الجبل إلى حرب الإلغاء، والاغتيالات المتعددة، لأنه صاحب نظرية (ما لم تستطع أخذه بالسياسة فخذه بالنار.. مهما كانت هويتها داخلية أم خارجية)، لذا فإن وظيفة ما تبقى من 14 آذار ينحصر في ثلاثة أهداف:

- إبقاء جمرة (ثورة الأرز) مشتعلة ولو تحت الرماد، لاستعمالها في اللحظة المستقبلية اللازمة.

- إشغال المقاومة وإقلاقها بشكل دائم بالسجال حول مفردات السلاح، وقرار السلم والحرب، والدولة داخل الدولة.

- إبقاء النوافذ اللبنانية مفتوحة أمام التدويل، عبر التعريب، طالما أن موازين القوى الداخلية ليست لصالح قوى 14 آذار، بالاستعانة بالقرارات الدولية أو المحكمة أو الحوار الوطني المفخخ.

14 آذار عبرت عن خيبات الأمل التي حصدتها، بعدم تحقيق أهدافها التي رافقها في انطلاقها، فالرئيس لحود لم يسقط وأكمل ولايته، والضباط الأربعة لم يدانوا وأطلق سراحهم بالبراءة، وانسحب السوريون عسكرياً وعادوا سياسياً ورسمياً بالسفارات والزيارات المتبادلة، وربما بالاتفاقات المتبادلة، والسلاح لم ينزع، وإسرائيل لم تصبح جارة، بل عدو دائم، والمقاومة عادت إلى البيان الوزاري.

لكن هذا لا يعني أن المشروع الأميركي قد سقط أو أُلغي، لكنه خسر جولة، ويتهيأ لجولات أخرى، وإذا كانت قوى المقاومة قد رضيت بأن تكون معارضة سابقة، وخسرت بعض أركانها، وفقدت بعض مكوناتها السياسية، فعليها أن تعيد تنظيم صفوفها في الداخل، وتبقى على الأقل جبهة معارضة المشروع الأميركي، وهو الأساس في المواجهة، وعليها ألا تخسر حلفاءها، لأنها ارتاحت واطمأنت ظرفياً لوضعها، حتى لا يصيبها ما أصاب الراعي وغنمه مع الذئب المتربص دوماً.

لا يعني أن تتعامل المعارضة مع بعضها بعدد البنادق التي بحوزة أحد أطرافها، أو بعدد جمهوره، فالمقاومة بحاجة إلى ساحات الطوائف والمناطق والأحزاب، لتبقى على صفتها الوطنية غير المذهبية، وعليها المسارعة لتصحيح الأخطاء التي وقعت فيها عن قصد أو غير قصد، فلا يترك أسامة سعد وحيداً في صيدا بين مثلث أبو مازن الفلسطيني في عين الحلوة، والمنافسين السياسيين في صيدا، وألا يُترك الرئيس عمر كرامي وحيداً في ساحته، ليشمت به الأقربون والخصوم، وألا تترك قوى اليسار مستبعدة عن النيابة والوزارة والمشروع السياسي، وإلا حصدت المقاومة الخيبة والخسارة في لحظة تاريخية يمكن أن تطيح بكل المنجزات، وعليها ألا تكتفي بالمجاملات والتضامن العاطفي مع أي من مكوناتها التي تحس بالغبن، فالقضية تستدعي ألا تخسر فرداً ولا جماعة ولا قلماً ولا صوتاً واحداً.

إن حماية المقاومة يكون بحماية أذرعها العسكرية والسياسية على الصعيد الوطني، ومثلما يجب زيادة عدد الصواريخ ونوعيتها، يجب زيادة الحلفاء وتحصينهم، ليبقى لمنصة الصواريخ عمقها وحضنها، ولم تفت الفرصة بعد، ويمكن التعويض عما فات، عبر النقد الذاتي وإصلاح ما خرب وترميم ما تهدم.

فلا يغرنك اختفاء ألسنة اللهب، فالجمر بانتظار الرياح المقبلة، ليحرق الأخضر، مادام اليابس يحيط بالجمر الأحمر.

د.نسيب حطيط

مقالات ذات علاقة


لازلنا عتّالين لايحزن لموتنا أحد نسيب حطيط #وُلدنا في بلد لم يعترف بنا...#محرومون مبعدون ... كنا...


الإستهزاء بأوجاع الناس نسيب حطيط مايلفت الانتباه والاستغراب #غياب_القيادات_والأحزاب..عن معاناة...


مراجعة نقدية لنعترف بخسائرنا نسيب حطيط ليس عيبا او نقيصة ان #تنهزم في حرب او معركة رغما عنك...

الاكثر قراءة


الشيخ البهائي وإنجازاته الهندسية د.نسيب حطيط ندوة في مؤتمر الشيخ البهائي الدولي في بيروت الذي أقامته جمعية الإمام...




Home / Op-Edge / Americans ‘have made up a new Islam’ Nadezhda Kevorkova is a war correspondent who has covered...




لبنـان الشعــب يـريــد(بنــاء)النظــام د.نسيب حطيط خلافا للثورات والانتفاضات العربية التي تتوحد حول شعار اسقاط...




محاضرة عاشوراء واثرهــــــــا على الفـــن التشكيـــــــلي ...




اعتبر فوز «8 آذار» محسوما في الانتخابات البرلمانية اللبنانية حطيط: الثغرة الأخطر استرخاء ماكينة المعارضة...


 

ص.ب: لبنان - بيروت - 5920/14        ت: 714088 3 961+   -   885256 3 961+        بريد الكتروني: dr.nahoteit@alnnasib.com

جمبع الحقوق محفوظة لمركز النّســــيب للدّراسات.        التّعليق على مسؤوليّة كاتبه.      dmachine.net logo Powered by